الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر... "حريّة نشر البذاءة و الإسفاف"

نشر في  12 ديسمبر 2022  (13:00)

بقلم الأستاذ عميره عليّه الصغيّر
 
بما أني مقاطع للقنوات التلفزية التونسية العامة و الخاصة و منذ الآن أكثر من 6 سنوات لكن تعترضني مقتطفات من البرامج التي تقدمها تلك القنوات و خاصة منها بلاطوات الحوارات "السياسية" وذاك على صفحات اليوتيوب وكم "أكفر" بهؤلاء المسترزقة ( اعلاميين على جامعيين على سياسيين...) في أغلبهم و المصابين بنرجسية مطلقة وصلف لا يوحي الا بخوائهم المعرفي و جهلهم تصحبه قدرات على الشذوذ على أداب الحوار من صياح و مقاطعة الطرف المقابل و عدم الاستماع لما يقوله الخصم،
 
أما اولائك المجلوبين ك "كرونيكارات" و لا سلاح عندهم اما أجسادهم و ما يعتقدون انه جمال وهبته الطبيعة لهم يجلب المتفرج و قدرات متخيلة على ابداء الرأي في كل المواضيع من السياسة الى الاقتصاد مرورا بعالم الكرة و خاصة الدين، حيث ينبري معمّرو القنوات هذه يقهقهون و يتنابزون ويسطحون كل المواضيع و يتبارون بينهم في من يُضحك أكثر أو يشتم أقذع لصنع "الباز"....
 
ملخص الأمر يتبيّن انها سياسة عمديّة و بسابق الاضمار هدفها تلهية الناس و حرف انتباههم وتشكيل وعي مغلوط عمّا هم فيه و عمّا يدور في وطنهم و في العالم. من هم وراء ذلك ؟ طبعا هم المستفيدون منه.
 
أي اصحاب الربح المباشر من اصحاب القنوات و الاعلانات و بيع الجهل و الحاكمين بالسلطة السياسية ودوائر المال و الثروات و الذين يلتقون كلهم في توافقهم على تأبيد الواقع البائس الذي عليه البلاد و تخريب المتبقي منها.